على هذه الأرض ما يستحق البكاء قصيدة للشاعرة التونسية فاطمة المغيربي

 

هذي الحياة تلعقني
بلسان من لهب
والأيام تلقمها هشيمي حطبا
كلما هطل المطر
بردا وسلاما
خلتها تطفئ الجمر
فإذا الريح تستيقظ من سباتها
تنفخ في رمادي
فتلهب جمر أحزاني
تؤرجحني على حبال الشوق
تمزقني إربا
تذروني هشيما
تلك الفواجع توشم جروحها
على شفاه الروح العطشى
فراخ بلا زغب تزقزق في نبضي
يقتات الوقت من فراغي
ينحدر الملح من ضجر العيون
يورق الأسى
نثار زهر اللوز على قارعة الصباح
يبحث عن فراش ثمل
أضنته الغربة والترحال
يكتب قصائد المنفى
على جدران المعتقل المخضب بدماء أحلامي
سطور من وجع على سواحل عطشي
أتلام من دخان على صفحة السماء
والأيام تهذي … تثرثر …تقهقه
بلغة لا يفهمها إلا الحطب بين براثن اللهب
تمضي بلا أقدام نحو حتف الأماني
اتسلق صخرة سيزيف
اتدحرج نحو هاوية السغب
أرتب فصولي المبعثرة
وفوضى أقلام جف حبرها
أرمم عجزي أتوكأ على ركب المستحيل
يغريني سيزيف بالمحاولة
عبثا
فخلف الصخرة منحدر لهزائمي المؤبدة
وريشي المنتوف تذروها مخالب الأيام
ساخرة
وأظل أحبو على دروب من زجاج
أحلم بالوقوف في وجه الصقيع
وكفي مشرعة لتصفع يأسي المتنمر
تستل فرحي من سدر الحياة
فعلى هذه الأرض ما يستحق البكاء
وعلى موائد الدمع تحتفل العيون
تشرب نخب خيباتي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.