” أنا الأنثى” قصيدة للشاعرة حياة قالوش
أنا حلْمٌ بذاكرةِ الرّياحِ
وحلْمُ التائهينَ بلا جِناحِ
أُقاسمُها المعتّقَ من نبيذي
تُراقصني وتعبثُ في وِشاحي
أنا الأنثى الحزينةُ في دِياري
وقدْ سلمّتُ للغرباءِ سَاحي
أَباحَتْ دمْعتي ما لمْ أبحْهُ
ولمْ أحْسبْهُ يومًا بالمُباح ِ
خسرْتُ مراكبي وطيورَ نهري
وقلبي بارتهاني غيرُ صاحِ
وفجْري لمْ يعُدْ فجْري وليلي
تلوحُ به نجومٌ دونَ لاحِ
ويذبلُ في عيوني وجهُ خلٍّ
بهيٌّ مثلَ أزهارِ الأقاحِ
أراني أعصرُ الأحزانَ شِعراً
يسامرُني عسى أنسى جراحي
وأشكوه ضَياعي واكتئابي
فسجني فيهِ أوسعُ من سَراحي
ألا يا شعرُ خمِّرْ زادَ كرمي
ومن أطيابِه عبِّئ قِداحي
وبلّلْ بالرحيقِ يباسَ ثغري
وأيقظْ بالهديلِ سنا صَباحي
وكنْ كالوردِ فوّاحاً نديّا
فتُرجعني لأيّاميْ المِلاحٍ
لهذي الأرضِ أشواقي سيولٌ
ولا ألقى سوى صوتِ النّواحِ
حياة قالوش
١٧/١/٢٠٢٢