الشاعر نور الدين بنيعيش يكتب قصيدة ” هو ذا إذا الوجد”

أي حلم هذا الذي أعادني
هناك؟
حيث جبلت على العيش
في الصيحات الهادرة
اتمتم تمتمات
كنافورة ماء تتمتم
طويلا فتنكسر
انسى بها من هذا الأنا
الذي يسكن أناي
أتمتم تمتمات…
احبس بهاالدمع الذي
غدا أسيرا في قبضة الأحزان
القاهرة…
المنسكب في المآقي
أريد أن أجفف كل قطرة
تبكيني ….
وقد تجمعت على خدودي
متدفقة كشلال من عيني
الساهرة…
فأهيم في ليل تبدد
ليله ….
أفتش وإياه عن أفكار
الصباح
متناسيا طيف تلك
الصورة الساحرة
فجمالها جمال
ازدان بجمال….
عيناه جميلتان
نورهما ينسرب في أعماقي
كما تنساب الجبال
هوذا إذا الوجد!
يجعل من المريد عاشقا
من حبل الوريد
ومن العاشق مريدا
حتى حبل الوريد
والمعشوق بين قلب هذا
وذاك… باق
في حيرته الحائرة
أي القلبين قلبه ؟ فلا
يجد أمامه سوى الانسلاخ
من قلب أحدهما
و الاختفاء عن الاخر
مندسا معي
في أحشاء السحب العابرة
نبحث كلينا عن مبحوث تركناه
في بساتين اللوز
رفيقا للبلابل المغردة
يطرب معها ثمار الجوز
هناك حيث الصبايا تبتسمن
للحقول المبتسمة للشمس
التي سربلتها لحف الغيم
لعل اللاممكن يصير ممكنا
فيعدن لطبيعتهن الزاهرة
يطلين بالحناء نواصي
الخيل الراقصة على إيقاع
صهيل الفرسان الثائرة
الغاضبون من ذاك الطاعن
الطعنة الغادرة..!
ذاك الذي يسلي نفسه بالأوهام !
مهيج الريح لتذهب بآثار
ماكنت أنا
لتطردنني وسيق السحاب
إلى الوجهة البعيدة الغابرة…
لكن روحي تبقى
كما شئت لها
ترقب طائر السنونو
ليعيدها إلى هناك…
حيث ليس سوى هناك
خوفا عليها من بطش
الكواسر الكاسرة
فأعود ثانية الى منازلة الضجر
والملل…
أسبر اليأس
أضرب بالسيوف الزاجرة
حيث يرن الفراغ في فراغ
المحيط المحاط به
وفي النفوس الفارغة من كل شيئ
الملأى سوى باللاشيء
أحطم كل حروفي الساخرة
كل أوتار قيتارة الليل
على قصيدة أجدف بها
في الاغوار
والبحار الواعرة
أنظم قولا ….
نثرا….
ثم شعرا مقفى
تشوب قوافيه مرارة البعد
لكن المعاني تبقى ياسمين
في هدأة المساء
فأدرك أن بدر أبجدياتي اكتمل
أخيرا بأشعار أبياتي الشاعرة.

نورالدين بنعيش 7يناير2022

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.