فصل الكلام بين السَّنَةِ والعَام ، ✍️ ذ. فؤاد هراجة

 

دأب الناس على استعمال لفظ ”سَنَة“ للدلالة به على دوران الشهور الاثنى عشر، واعتادوا أن ينعتوا السنة الجديدة بكل أوصاف الخير والسعادة، في المقابل توارى لفظ ”عام“ وقل استعماله ونذر درجه على الألسن. والسؤال هل لفظي ”عام“
و”سنة“ مترادفين أم متضادين، وما هو مقام استعمالهما الصائب في اللغة العربية؟
تستعمل العرب ”عام“ للدلالة على حساب مدة زمنية بعدد الأيام، فالعام هو مجموع أيام، كما تستعمله عندما يقع حدث بارز كحدث محاولة هدم الكعبة من قبل أبرهة فسمي ”بعام الفيل“.
أما السنة فتطلق على المدة التي تحسب بعدد الشهور، وهي تفيد التاريخ الخالي من حدث بارز، كما تطلق السنة في لغة العرب على المجاعة والقحط وجمعها سنون.
لكن يبقى التمييز الأبرز بين المصطلحين يكمن في الآتي:
أن لفظ ”عام“ يستعمل في سياق إيجابي يرمز إلى الرخاء والخير والبركة واليسر ودوام النعمة والنجاح والنصر…، في حين أن كلمة ،”سنة“ تستعمل في سياق سلبي، وترمز إلى الشدة والكرب والعسر والضيق والحرج وقلة الرزق…، ودليل ذلك قوله تعالى: قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ». سورة يوسف – 47: 49.
وبنفس المعنى سيعبر القرآن الكريم في قصة نوح مع قومه حيث يقول الله تعالى: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا» سورة العنكبوت: الآية 14. فسميت المدة التي قضاها مع قومه قبل الطوفان بالسنين، في حين وُصِفت المدة التي جاءت بعد الطوفان بالأعوام.
فاللهم اجعل 2022 عاما نغاث فيه بكل الخير والرخاء والبركة والعافية والسلم، ولا تجعله سنةشدة وكرب، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.