الشاعرة خديجة بوعلي تكتب قصيدة “ماعاد للروح ملاذ”

 

كم دورة دارت الحياة
الأرض و السماوات
كم من السنين التحفت العدم
و تناءت عن البقاء
كم تجاعيد انغرزت في شهب المرآة
كسرت رقصات في جوف الماء
أسندت الى الهباء قهقهات الصبا
و دفء الرعشات
لحظة تسترجع ذكريات الشدو
حفل النايات
في برزخ ،أوصدت أبوابه
صريما أضحت بساتينه الغناء

كنا هناك
جنبك يا فرحة الأمكنة
و الأزمان
بخيوط الحب ترتقين شروخ الشغاف
تلونين بفرشاة الود شحوب اللوحات
كل الخدوش تزرعين تراتيل المايات

كنت هنا
بسماتك
تمزق سمك العتمات
تخفف وطء الصقيع على وجنتي الصباحات
على قيد المنى كنا
نغزل الأيام فرحا ننشد الساعات لحنا
ما وجد الفراغ في الخلايا موطنا

كنت هنا
نهرع لنسماتك عندما تعصف بنا زلزلة الساعات
كان الشط واحد
أنت
كان الموج خافتا
يحملنا إليك في زوارق الأمان

آه…
لو تعلمين…
الموج الآن أمواج تتلاطم في مواقد الأحلام
الظلمة ظلمات في موائد مدسوسة بالأسى و صدى النايات
اللامعنى أغرق الظلال في صدر الغابات
ماعاد للروح ملاذ
ولا ركن للسلوى

كنتِ هنا
كل الطرقات معبدة
الى منتهى الفلاة و البيداء
لكن الغياب سوط بتار
يجلد الصموت و الكلمات .

خديجة بوعلي
خنيفرة المغرب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.