جريدة الكترونية

الكاتب المغربي نورالدين الغطاس يتسائل ،هل مات الناشر العربي..!؟

0

بقلم نورالدين الغَطّاس/

متى يخرجُ الببغاء إلى الهواء؟  هل مات الناشر العربي…!؟

لم أكن أتوقع كتابة هذه التدوينة يومًا ما، لكن دافع مشاركة التجربة اقتضى ذلك.

أعيش ما يقارب الثلاثين سنة في ألمانيا، عشت تجارب هنا أكثر مما قضيت في مسقط رأسي المغرب. أعرف أنني أصبحت ألمانيًا، ربما أكثر من كوني مغربيًا، لكن حبّي للغة العربية لم يتوقف، رغم أنها أصبحت مع مرور الزمن لا تلعب أي دور في حياتي العملية، كذا اليومية. إلا أنني كنت حريصًا على حملها معي دائمًا وأينما حللتُ كان بحوزتي كتابًا عربيًا، أطالعه في المطارات، وقبل النوم، خاصة خلال العطل.

اللغة العربية بالنسبة لي مسألة هويّة، إلى جانب القراءة كنت حريصًا كذلك على الكتابة باللغة العربية، أقول للألمانية، لغتي الأم الجديدة والغيورة، تريّثي، فالحبّ الأول لا يعرف الصدأ…

إلى جانب الإنجليزية والفرنسية، أجد أن لديّ أم وأب، لغتي الأم هي العربية ولغتي الأب هي الألمانية.
كم كنتُ في حيرة من أمري حين قرّرت جمع بعض من نصوصي للنشر، بأية لغة يجبّ عليّ أن أبدأ: العربية أم الألمانية؟
كل من هو قريب منيّ كان يلحُّ عليّ أن الألمانية لغتي، “دع عنك اللغة العربية، لا جدوى منها”.
رأسًا بدأت في جمع نصوص “الملائكة تحبّ اللّيمون” باللغتين، الألمانية والعربية، إلا أن النصوص الألمانية فاق عددًا على العربية، رغم هذا قرّرتُ السباحة عكس التيار، وأن تكون “الملائكة تحبّ اللّيمون” عربية، على الأقل أكون بهذا وفيًا للحبّ الأوّل.

“الملائكة تحبّ اللّيمون” كتاب فني art book ، يجمع بين بعض نصوصي (نثر وسرد) وصوري الفوتوغرافية (خصوصاً فن المِينِيمالِيزم)، كتاب بعيد عن المعتاد، بعيد عن الأبيض والأسود، كتاب جاهز للطباعة والنشر (حتى رقم ISBN متوفّر لديّ)، لكن فقط لمن يودّ الخروج من الصندوق.
أردتُ لمجموعتي “الملائكة تحبُّ اللّيمون” بداية مشواري مع النشر أن يكون حافلاً بالشعر، الكتابة الإبداعية، الفوتوغرافيا، القصة، الترجمة، والرواية…إلخ

بعد جمع وترتيب النصوص، من تدقيق ومراجعة وتنسيق، من طرف بعض الأصدقاء الذين أثق بهم، من فلسطين والجزائر. أيضًا كان التصميم الداخلي والغلاف من طرف فنّان سوري، بعد الانتهاء من هذه التفاصيل بكل عناية، قرّرت مكاتبة عشر دور نشر عربية اخترتها بعناية، لا أريد هنا الإعلان عن الأسماء، فقط الإشارة إلى دول تواجدها:
1-مصر
2-لبنان
3-ألمانيا-تركيا
4-إيطاليا
5-الكويت
6-ألمانيا
7-السعودية
8-إنجلترا-لبنان
9-هولندا
10-مصر

الأجوبة كانت كما يلي:

– لا جواب من طرف خمسة دور نشر.
– أما الخمسة الأخرى فكان ردها متباينا بين “عدم اهتمام” لثلاثة منهم (واحدة منهم طلبت مني تحميل الملف عبر صفحتهم الإلكترونية، لكن صفحة التطبيق معطّلة لديهم). والاثنتان المتبقيتان واحدة منها تريدني المشاركة في مصاريف الطباعة مع التخلي عن كامل حقوقي، كونها كانت تعتقد أنه مجرد عمل عادي بالأبيض والأسود، والثانية منها ماتزال تفكر في الأمر لغاية لحظة كتابة هذه التدوينة…

هنا أجدني أتساءل بكل حيادية، ما قيمة الفن في أوطاننا العربية؟ هل مات الناشر العربي المهتم بالفن؟ أم ربما مات القارئ العربي المتذوّق للفن؟ أم كلاهما يعتقد أن الآخر مات وانتهى أمره؟

مرة أخرى، لا أريد الإشارة بالبنان إلى أيٍّ كان، بقدر ما أريد تقييم هذه التجربة المتواضعة. أؤكد لكل الصديقات والأصدقاء أن “الملائكة تحبُّ اللّيمون” سوف تُطبع بالعربية ولو اقتضى الأمر سأتيحها إلكترونياً وفي طبعة محدودة ورقيًا وعلى نفقتي الخاصة.
لا هدف لي من كل هذا وذاك سوى أن يصل هذا العمل الأدبي والفنّي إلى القارئ(ة) العربي(ة)، ولا أنتظر أي مكافأة على ذلك سوى فتح نافذة جديدة على الفن والإبداع…

 

اترك تعليقا