النورس الأزق الذي يسكنني
تآكلت حنجرته
وهزلت أجنحته
وغرق في ضباب الصمت وبحيرات الضياع
وكلما رغب في الخروج مني حاصرته أسوار جسدي المحنط
نورسي مسيج ببقايا موتاي
كم مرة أخبرت هذا النورس
عما يجري خارج أسواري
أنبأته عن جلدي المشبع بالملح
وعن رأسي المقطوع
المبعد
وحكاياتي المبعثرة
وملامحي الشاحبة
وشجراتي المتفحمة
قلت لهذا النورس:
كل معالم مجدي
تلاشت في زمن الجزر
وزنبقات أرصفتي
ذبلت
وأسوار مدني
غرقت في بحور الذكريات
ناديته
أيها النورس
يا أناي الآخر
ليس لي غير بقايا أنفاس باردة
وأعين شاردة
بها أصارع الصمت
والموت والغياب
وأفتش عن أتداء سحب
وينابيع أنهار
كي أخضر
وأورق
وأهزم موتي
وأحيا من جديد
كي تحيا أنت
يا نورسي
يا آخري
كي تخرج
وتفر من أقفاص صدري
وتعانق لونك الأزرق
في السماء
وفي البحر
وفي الماء
بقلمي: الحسناوي محمد رضوان/ المغرب