مجلة “جون أفريك” تكشف أن رئيس البرلمان الجزائري السابق “”عمار سعداني”” ، متواجد حاليا في المملكة المغربية التي لجأ إليها ، هاربا من القضاء الجزائري
عمار سعداني صورة من الأرشيف.
كشفت مجلة ” جون أفريك ” أن “”عمار سعداني”” صاحب 71 سنة و الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني ، يعيش في المملكة المغربية تحت حماية أمنية مشددة من طرف السلطات المغربية ، و أضافت المجلة أن “”عمار سعداني”” لا يريد الإعلان عن لجوئه للمملكة المغربية لأن في الأمر إحراج كبير للسلطة الحاكمة بالجزائر ، كما أنه فضل عدم الظهور في أي حوار أو برامج تلفزية .
كما سبق أن أوردت صحيفة “لوسوار دالجيري” الناطقة باللغة الفرنسية، ، خبر تقديم الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري، عمار سعداني، طلبا للحصول على اللجوء السياسي في المغرب.
عمار سعداني لم تكن قصته عادية في الجزائر،فهو القائد السابق لأعرق حزب، أصبح حديث الطبقة السياسية في البلاد، وذلك بعد تصدّر اسمه الواجهة الإعلامية بعد تداول أخبار تؤكد طلبه اللجوء السياسي للمغرب، الجار غير “الودود” للجزائر، وذلك بسبب المضايقات التي تعرض لها بعد اعتراف سعداني بمغربية الصحراء.
مصدر من عائلة سعداني قال في تصريح إعلامي إن “عمار سعداني يُقيم في بريطانيا منذ سنة تقريباً ولا يفكّر في مغادرتها، كما لا ينوي طلب اللجوء لا إلى المغرب ولا إلى غيره”.
من جهتها كانت صحيفة “le soir d’algérie” الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية قد أعلنت أن “رئيس البرلمان والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، طلب اللجوء السياسي لدى المغرب، بسبب ملاحقة السلطات الجزائرية له لتورّطه في قضايا فساد.
موقع “ledesk” المغربي الناطق باللغة الفرنسية سبق وأكد أيضاً أن “السلطات المغربية بصدد دراسة طلب عمار سعداني الذي أقام مؤخراً في كل من إسبانيا وفرنسا وبريطانيا”.
قصة عمار سعداني :
يقول خصوم عمار سعداني إنه كان “طبالاً” في فرقة الفنان البدوي الشهير عبدالله المناعي، قبل أن ينخرط في صفوف حزب جبهة التحرير ويتدرّج في مختلف قسماته ومحافظاته إلى أن وصل إلى أعلى منصب فيه، وهو الأمين العام للحزب سنة 2013، كما أنه تولى منصب رئيس البرلمان من 2002 إلى 2007.
بعد وصول سعداني إلى أمانة أقدم وأعرق أحزاب الجزائر في أغسطس/آب 2013 تلقى رسالة تهنئة من طرف قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في البلاد لا سيما أنها كانت سابقة في الجزائر.
التهنئة التي وصلت سعداني غيّرت مساره السياسي، بحيث أصبح أهم رجل في الجزائر في ظل غياب الرئيس بوتفليقة وقتها عن البلاد بسبب تعرضه لجلطة دماغية، كما أنه أصبح بمثابة الناطق باسم المؤسسة العسكرية وواجهتها السياسية في الفترة الممتدة ما بين 2013 و2016.
قاد عمار سعداني حرباً بالوكالة على خصوم المؤسسة العسكرية، وأبرزهم قائد جهاز المخابرات وقتها الفريق محمد مدين المعروف باسم توفيق، الذي كان يرفض مواصلة بوتفليقة الحكم بعد مرضه وراح يحضر لإجراء رئاسيات مسبقة.
بات عمار سعداني لا يفوّت أي فرصة للهجوم على قائد جهاز المخابرات في كل ندواته الصحفية، وذهب إلى درجة اتهامه بالعمالة لفرنسا، إذ وصفه برأس حربة ضباط فرنسا في الجزائر.
ويعتقد المحلل السياسي عبدالعلي رزاقي أن “ربط سعداني باللجوء إلى المغرب يأتي على خلفية موقفه من ملف الصحراء، كما أن عودة رجالات الجنرال توفيق إلى الواجهة يجعل سعداني في وضعية غير مريحة، وربما هو ما جعله يترك فرنسا باتجاه المغرب “.