الأستاذ علال حبيبي يكتب دراسة تحليلية متواضعة في حق النص الشعري “إليك عني…” للشاعرة خديجة بوعلي

مطاردة الشوق والنفور إلى ومِن ذات تطفو لِتغور ، وملاحقةُُ في غمرة انفلات …..تناغم الذات مع الآخر الغائم والتجاذب في ملحمة المد الروحي الهائم والجزر الذاتي الناكص المحجم…كأن النص مزلقة يتراقص على بسطها هامتان زئبقيتان …كأن الراقصين فيها شعلتان تلتهبان تلتحمان تنفصلان في عناد مرير مشوب بلغة التملص ينشدان لقاءً /لهفاً لينشطرا

عنوة بنفرة شغف..
هذا الفينق الذي ينخر الذاكرة لايقبل التلاشي كعشق محظور..يستفيق ليعيق..ويعانق ليعلن شهقة النفس الأخير..هل يتوارى من سحيق الذاكرة ؟فالرغبة تخلق ذاك التماهي بين شهب نازك هابط وحفرة تكرس البقاء والتجدر..مفارقة غريبة تشد سياق الحرف بلحمةاستباق لحياكة تلاق بسَدْيِ فراق.. رقصة ثوقٍ بِالتِفافةِ توجسٍ ونكوص.. فالابتعاد حضور واكتساح تبيحهما مملكة الشوق…والصباحات والأماسي رهان احتكاك..فكيف ينتزع العاشق لهفة معشوقه نورا من عينيه ..تعبير مبهر وصادم وشحنة تعلقٍ تماهى ولعاً مقبلا مدبرا كجلمودٍ جثَم ولم يفارق..
وهاهو الولهان يرتكن مثقلا منهكا أتعبته الردة والتردد بشفعة عتاب يختزل الممكن والاستحالة في آن جسدا متحورا يتناسل في خضم لاءاتِ استجابةٍ لاهتة…….

“إليك عني..” للشاعرة خديجة بوعلي

وأنا اطاردك… تلاحقني
و أنا اطارد طيفك المتوغل في
يلاحقني طيفك المتجذر في أنفاسي المتلعثمة.
كلما مزقت ظلالك المتطاولة على ظلي
أرمي بها في نار تتأجج في عمقي…
أمحقها… أسحقها
فتنهض كالفينق من رماد ذكرياتي
تنتصب… شاخص القصد في تدمير فرحتي في الانعتاق.
بحلم بئيس توثق خطاي.
هذه عيناي انتزعتُ
منها نورك الساطع
هذه يدي ابعدتها عن يدك / العصا التي اتوكأ عليها في الحلم و نكسات الغباء
متى أُسقِط أرضا حاجتي اليك؟
متى أسقط حضورك /”اللاحضور من حساباتي البائدة؟
متى يصبح ابتعادي بعدا حاضرا بقوة؟
هل أنت ذاك القدر “الأحمق الخطى”
الذي اكتسح خطاي؟
ليصبح قهوة الصباح
و نسيم المساءات.
كلما ابتعدتُ عنك… هنا أراك
و كلما اقتربتَ كنتَ السراب.
إليك عني…
إليك عني أيها الهباء!
لم تكن سوى شبحا وضعت على وجهه مساحيق من دم الشريان…
لونته برموشي المنكهة حتى النخاع.
هلاَّ قبعت في مغارتك الصماء؟!
في كهف لا تقتحم الشمس يمينه ولا الشمال.
ما أثقل جرابا مليئا بالفارغات من الأمنيات!
به سأرمي لواد غير ذي زرع
كيما لا أصحو ذات فراغ
على حدائق من عوسج و صبار.
خديجة بوعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.