الغريب قصيدة للشاعرة السورية فاطمة عبدالله

 

تنسل خيوط الضوء
من وميض الثريا
تفرك عينيّ الأفق
تثمل بنسغ النرجس
تتعلق بجدائل الغيم
يشد طيف طارق تلابيبك
و تحمل الحلم الأندلسي
على كتفيك

تقبل جبين أمك
وتعانق أباك
تودع الحي القديم
يلتصق على كفيك أريج الليمون

تمضي خفافاً و الحقيبة
تجوب كشبح المطارات الغريبة
بجيوب فارغة
والوجوه جديدة
…الآن غريب ومنسي
لا شرقي ولا غربي
ابن الوحدة ..
تمضي الأيام ثقالاً
تخرج من ضلوعك
كمولود من طين الشقاء
تتلتطخ بالأمل
يعفرك السراب
ترتدي معطف غوغول
تشق بعصاك الضباب
تكوي روحك سنيناً عجافا ً
تجول رائحة الصنوبر في دمك
وعبق التراب الأحمر
تنفخ في صور عابرة
ترقص على صفيح ساخن
بين المحطات
بأقدام عارية
وغدٍ عاقر
يعشقك سوء الطالع
نصفك ميت والنصف الآخر مشلول
بين الشيء واللاشيء

تسقطك الطواحين
منكبا ً على وجهك
يخبو فجر الفلامنكو
ترحل وأنت قيد الحلم
مغمورا بلا رثاء
مثل ظل عابر
تذروك الرياح
رماداً و هباءً

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.