” ضيافة الله” قصة قصيرة بقلم الأستاذة : خديجة ناصر

 كان يعجبها حديث والدها و هو يسرد بعض من حكايات جدهم الذي جاء من تخوم الصحراء ليستقر في سفوح جبال الريف. …بهمة المتحدث النابغة الذي يقف عند التفاصيل و يعطيها من الأهمية ما يزيد تشويقا للحكي، بعد أن سرد اسماء أجداده التسعة التي يحفظها بالترتيب الكرونولوجي عن ظهر قلب وصل إلى اسم الجد العاشر….تريث قليلا، نظر إلى إبنه البكر، قال له، إنك تحمل إسمه. …إسم يأتي في المرتبة الثانية بعد إسم ” محمد” عند الأسر المغربية، اسم: أحمد، نعم جدكم العاشر يا أبنائي هو أحمد أبو عنان. …موطنه الأصلي هي الساقية الحمراء! تعجب الأبناء و دار في خلذهم نفس السؤال: كيف و لماذا جاء هذا الجد من الصحراء، جنوب المغرب إلى شماله؟ …أدرك الأب ما يدور بذهن كل واحد منهم و عندما تيقن انهم كلهم لهفة و شوقا لمعرفة قصة هذا الجد المغامر، استطرد قائلا : جدكم يا أبنائي، كما حكي لي، كان يعيش بين أهله في إحدى واحات الساقية الحمراء، لم تكن عائلته من تجار القبيلة، لكنها كانت معروفة بالكرم. … يحكى أن أحد السلاطين مر بتلك الواحة، متنكرا، يتفقد أحوال رعيته بهآ. …بعد صلاة العشاء مع الجماعة، طلب منهم ” ضيف الله” ….تغافل القوم عن طلبه لما رأوه من سحنته الفقيرة ما عدى إبن الأسرة البعنانية. …تقدم نحوه و بما عوهد عند المغاربة، قال له: مرحبا بضيف الله. …أكرمت الأسرة ضيفها الذي كان مضطرا لمتابعة سفره في الصباح الباكر. … غادر الضيف منزل الأسرة. …و هي ترتب فراش الضيف، عثرت ام الشاب على رسالة تحت الوسادة، نادت على ابنها احمد الحافظ للقرآن الكريم و ناولته الرسالة. …كانت علامة الدهشة تبدو على محياه و هو يتقدم في القراءة. …مضى شهر و الشاب كاتم لما جاء في الرسالة، في يوم عزم على السفر بحجة كونه يريد استكمال تعلمه على يد مشايخ أهل فاس بجامعة القرويين، لم يعارضه والده في ذالك و دعى له بالتوفيق…وصل الشاب الصحراوي إلى مدينة فاس. …استفسر على مكان القصر السلطاني، دلوه عليه. …أوقفه الحرس بالباب. …أخرج من تحت عبايته الرسالة التي تركها ضيفه تحت المخدة. … أدخل القصر و استقبله السلطان. …لم يكن سوى ضيفه بالساقية الحمراء. … نصبه السلطان قائدا على منطقة في شمال البلاد…هناك تزوج و ما زالت قبيلة تحمل اسمه ” اولاد وعلان ” تحريف بسيط في الإسم. …كبر الابن البكر و صار ضابطا برتبة جد مشرفة…عين في الصحراء المغربية بعد المسيرة الخضراء. …و هو برفقة جماعة من المغاربة الصحراويين، التفت إليه أحدهم قائلا له: بشرتك لا تخفى علي انت صحراوي ….

خديجة ناصر
المغرب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.