تونس : مسرح السنديانة منارة ثقافية
لوبوان24 مكتب تونس لمياء بولعراس/
تتدفق فيك الأحلام وأنت تعبر أزقة المدينة العتيقة والأسواق التقليدية بقلب العاصمة تونس.لا يمكن أن تغفل لطرفة عين عن تلك الأحلام الرابضة في مسرح السنديانة بشموخ، تحفة فنية في معمار قاعات أعدت للعروض وأخرى لتكوين الناشئين واليافعين إشارات الركح وهيبة الجسد وهو يرسل من تمثلاته فنون القول والتمثيل الأشمل للتعبير. تشرف على هذا الفضاء المهيب أيقونة المسرح التونسي الفنانة زهيرة بن عمار هي ممثلة، كاتبة، ومخرجة مسرحية. أخضعت رؤاها الإبداعية لتتجسد فيما أنزله الحرف من تجليات الشعر.،وما رامه الجسد من شطحات الألق، فنانة في وقفتها يتعلم الكثير ضروب الهيبة وفي صوتها الصادح بقراءات السنديانة تمثّل مدروس للكلمة الرنانة.
مسرح السنديانة يهمس بعبق مثولي كل أربعاء بصولات الحرف وجولاته ،استضافة من المبدعة حركت قريحتي وقريحة كل شاعر زار السنديانة وتهيب فنا وهو ينثر حروفه فوق الخشبة. استمرارية فرضتها فنانتنا زهيرة بن عمار في إبقاء الشعر، الكلمة، المسرح من أولويات السيادة الإبداعية.
عمل دؤوب بالترميم والتصميم من الفنانة لجعل السنديانة فضاء عامرا بأهل الثقافة وكل من أراد أن يتثاقف. قاعة في شكل متحف يمجد بالصور لأعلام الثقافة في تونس ،صور تغمرك بجمالي أعمالهم الفنية، وصور حملت تقاسيمها فلتات إبداعية نشأنا عليها ومازلنا نعيش على وقعها.
ورشات تكوين مسرحي دأب عليها اليافعون والشباب، جوائز تثمن كل جهد بذله المتعلمون لفنون المسرح ليكون شعبنا “طيب الأعراق”
كم جميل أن تشهد هذا الذهول أمام حزم الفنانة في خلق أجواء قدسية لكل القراءات، والأجمل منه أن ترفق العزف بالإلقاء وكأنه يفصح عن رمزية كل حرف يترنح بين نوتات اللحن.
السيدة زهيرة بن عمار عملت في هذا الفضاء الثقافي على تخليد الفنون في أسمى مقوماتها، تنافت في رغباتها المنافع المادية الضيقة لتكون كل استثماراتها ثقافية بحتة تنهض بالفكر والجسد نحو مراقي الفن.