قراءة في رواية ” ظلال الخذلان ” للأديبة أمينة برواضي بقلم الأستاذ: علال اب أشرف الجعدوني

ورقة في عجالة :

لقد قرأت الرواية الجميلة ظلال الخذلان، فعلا رواية راقتني جدا، واحببتها من قلبي لكوني وجدت فيها ما يشدني إليها من فن الإبداع والتشويق والأسلوب السلس الحي، رواية حسب ذوقي اعتبرها من الروايات العالمية لجمالية طبيعة تركيبة الرواية، بحيث تجعلك تعيش الوضعيات والأحداث بتمعن وببصيرة عميقة فحتى وإن كانت سرديتها تكاد تكون جلها في البادية فهناك إشارات حلقت بك داخل وخارج الوطن، وجعلتك تعيش كل اطوارها المتنوعة بين تركيبة العائلة المالكة والمحافظة وكيف تفرقت حسب الظروف الاجتماعية والتحولات التي عرفها ويعرفها العالم القروي وتطلعات أبناء البادية الى الانتقال للمدينة نظرا لتطور الإنسان وعلاقته بما يجري في التركيبة السوسيولوجية، بطبيعة الحال تطورات لا بد منها مع الانتقال من الماضي إلى الحاضر ومسايرة الركب الحضاري المفروض على الإنسان في زمان لابد فيه من التحولات والتغيرات بالاضافة الى الانكسارات التي عرفتها العائلة بموت أم سميرة، وكيف تشتت العائلة بأسلوب دعت له ظرورة العيش والحياة وارتباط سميرة العاطفي بابن عمتها أمين.
وكيف ستحبط في مشاعرها يوم سافر إلى ألمانيا ونسي ذاك الحب الذي لطالما بني على العادات القروية وشاءت الاقدار ان تعاود الفصول مجاريها، ليبقى السؤال الكبير :
كيف يمكن ترميم ما تم كسره؟
ولكن الظروف تداخلت فيما بينها لتعيد سيناريو الحب بين مد وجزر، بين القبول والرفض، بين تلبية رغبة العائلة والحزن العميق الذي سكن القلب…
فعلا رواية جد متميزة بها حلقات جد جميلة، وبالأخص نظرة المجتمع للمرأة والمحافظة على تقاليد الأسرة والخضوع لقرارات العائلة ولو بأسلوب دعت له الظروف حتى لا تنكسر الروابط، أو حتى لا ينظر للبنت على أنها كسرت طاعة الأب في مجتمع يتسم بالمحافظة وتطلعات الأبناء للتأقلم مع طبيعة التحولات والتغيرات التي سادت وتسود جل العائلات …
في الواقع رواية شيقة يجب إعادة قراءتها لتحليلها تحليلا اكثر دقة. فالروائية لها دراية بالبادية، وبما يجري في فلكها كما انها تحاول ما أمكن الحديث عن كفاءة النساء بعدما تعلمت ما تيسر من العلم لتبقى سيدة المواقف في شتى المجالات …

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.