” أسير نحو زوابع الروح” للشاعرة الجزائرية صليحة نعيجة .
أدس أسمال الروح
بخزائن الحضور المدلهم بالدموع
أطل على شرفة البوح
أغتنم الليل فرصة نادرة
تعج بالصخب
و خلوة اليتامى
إلى
عبراتهم
و الطرقات المعبدة للجرح
تئن الشرفة عند مضجع الحرف
تتعلثم
عند كل تنهيدة
عند كل شبر
يعي السبيل
إلى نواح العنادل .
***
الرحلة قصيدة
و الوحدة قافية
تشي بهدهد يتقن إلقاء السر
بأذن العابرين إلى النهد
أيها النهد المالح بحليب اللغة
ثمة ما لا تقوله المسافات
ثمة ما يخون الجسور
كي لا تعبر القصيدة
كل داك المدى .
**
التفاصيل
أسمال بالية
تواريخ مجندة
صهيل الخيول
فلاسفة الغياب
فلاسفة الحضور
مأدبة الحنين لمتاحف القول
و صولات الفرسان
لصهد النافورة ..
النافورة !
و تمتم المتفرج على الجرح
عند وشوشة العابرين
لالتقاط صور الغياب ..
هنا
يمكن للعالم أن يقتفى أثر الخرائط
هنا تبدأ تفاصيل جغرافيا العالم
الجديد
أين الدين عبدوا الطريق للرحلة ؟؟
أين الدين سافروا
و أثثوا ملامح عالم
ينتهك خطى الماكثين بالقلب ؟
أين ما تبقى من حروف الأبجدية ؟؟
أين صلابة الموقف ؟
و داك الصليب يقايض التاريخ بالأبدية …؟
*****
أحايد عند الوقوف
على حافة الجرح
أحاول ألا انتف نعام الروح
و طواويس الفكرة العنيدة
أحاول عمدا
ألا اقول القصيدة ..
****
أتوه بكل جرح
و كل صخر بعانقنى
و يبللني بالدموع
أسير حافية القلب
أسير إلى حتف الوهم
أسير إلى زناد مسدس
قد يرديني قتيلة الوهلة
عند اللقاء
تماما كما الحب من النظرة الأولى .
أسير صوب مكامن الروح
صوب ردهة
و عتبة لطالما انتظرتني
رغم العتاب
أسير صوب الفكرة
أسير صوب التي راوغتني
راودتني
روضتني
و ألهتني عن كل الحكايا
و عرفتني بنفسي
أسير صوب أمير القلب
صريع الروح
أسير نحو ربوة أزلزل التراب بخطوي
أسير بكل أتعاب المروءة على كتفي
و أجهش بالبكاء!